هل نحن كائنات سماوية ؟؟




بسم الله الرحمن الرحيم 

هذا هو الموضوع الأول المطروح للمناقشه وهو حقيقة هل نحن فى الأساس كائنات ارضيه أم كائنات سماويه ؟
حقيقة موضوعنا هنا هو من أهم الموضوعات التى يجب ان نتناقش فيها فأغلب من يبحث فى علوم الباراسيكولوجى او الأمور الغير مألوفه يتجه تفكيرهم وبحثهم تجاه اشياء مختلفه كالبحث عن الجن والأطباق الطائرة والحوادث الغريبه وووو ...الخ فلا يوجد أى مانع من البحث فى تلك الأمور بل اننا سنخصص لها مواضيع لا حقا ان شاء الله ولكن سنبحث فى انفسنا قبل ان ننتقل الى العوالم الأخرى ..
سنبدأ بحثنا من خلال الأتجاه الدينى قبلا ثم العلمى لنرى هل يتعارض الدين مع العلم ام لا 
هل فكرنا فى مره ان نبحث بداخل انفسنا عن أصلنا نحن ؟ هل بحثنا عن سبب تكريم الله سبحانه وتعالى للأنسان وما هى القدرات التى أهلت الأنسان ليصبح فى مقام عظيم عند ربه؟ وأى فضل اعطى الله الإنسان لكى يصبح أفضل من الملائكة ؟ وهم "لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" واذا تدبرنا آيات القرآن الكريم القرآن الكريم يؤكد ان الله عز و جل قد خلق الانسان في اكمل هيئة وأنه قد كرمه وفضله على كثير من مخلوقاته وهذا شيىء واضح لا جدال فيه

قال تعالى في سورة الإسراء آية 70:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا 
وقال في سورة التين آية 4:
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
أيضاً فى قولة تعالى " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون" (سورة الأعراف – آيه 179) .

فالله سبحانه وتعالى لم يتحدث عن الأعين والأذان الماديه التى نملكها فى رؤوسنا انما الأمر يتعدى ذلك فالكفار قد رأوا رسول الله بأعينهم وسمعوا كلامه بآذانهم ولكن من الواضح ان السمع والبصر حواس أعظم من الماده فى الحقيقة بل أن الأنسان تاه فى الحياه الدنيا وهذا هو مبلغ ابليس اللعين وهو ان يجعل الدنيا مبلغ همنا وان لا نرى الا اياها فقط ... ولكن اذا كان للأسف بتقصيرنا لا نرى الا الدنيا فقط فاى شىء أخر يمكن ان نراه ؟
فى البدايه يجب ان نسأل انفسنا سؤالين ...هل هناك حقيقة غير هذه ؟ هل سنراها يوماً ما ومتى ؟
يوضح لنا الله عز وجل فى القرآن الكريم اننا سوف نرى الحقيقة بعد الموت " لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" (سورة ق- آيه 22) وأيضا قوله تعالى " الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا" 
أى ان هناك حقيقة غير هذا وسوف نراها بعد الموت ولكن ... لحظة هل يمكن لأحد ان يرى شيئاً قبل الموت ؟ أو بمعنى اصح يرى الحقيقة ؟
الأجابه وبكل ثقه ...نعم يمكنك ان ترى الكثير والكثير بتخليك عن غطائك وهو الجسد وقبل ان اشرع فى الحدث عن تلك النقطه سوف نأتى بالقصه من البدايه .. تماماً .

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان فى الجنه وهى ليست جنة الحساب والجزاء فهى جنه ملكوتيه توجد فى السماء الأولى (سماء الدنيا) وكان بدون جسد مادى وهذا هو الأصل فى الإنسان فمهما حدث من تشكيل لأى شىء تجد الأصل داخله فمكعبات الثلج بهيئتها الجامده والبخار بهيئته الخفيفه يتكون كلاهما من الماء لذلك فأصل الإنسان ليس مادياً فقال عز وجل "إنى جاعل فى الأرض خليفه" قالت الملائكة من باب الإستفسار وليس الأعتراض "اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " إستفسار من الملائكة لأنهم يروا من فسد فى الأرض أو يفسد فى الوقت نفسه الذى خلق فيه آدم ," وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" سبحان الله هنا نأتى لتلك النقطه المهمه جدا أن علم سيدنا آدم (ع) كان أعظم من الملائكة بل ان الله سبحانه وتعالى "عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" أسماء لم يكن يعرفها حتى الملائكة ولذلك " قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" فقال الله تعالى " قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ " سبحانك ربى ما أعظمك بما تفضلت به على الأنسان من علم ,بعد ذلك طلب الله عز وجل من الملائكة السجود لآدم (ع)" أسجدوا لآدم" أى الطاعه و هنا نجد التكريم من الله للأنسان واضح جداً لكن ما حدث ان " "فعصى ابليس ربه " مما تسبب له فى الطرد من رحمة الله عز وجل وبقى آدم (ع) فى الجنه بالعلم , ولكن ما حدث من ابليس اللعين غير جميع المقاييس " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ" بالتأكيد لا يوجد شىء ممنوع فى الجنه ولكن تلك الشجره كانت شجرة العلم ولكن لم يكن مسموحا لآدم (ع) ان يقترب منها فى ذلك الوقت فلم يكن مؤهلا لأحتمال أكثر مما يملكه من علم فغره الشيطان وأكل من الشجره " فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ" ومن هنا ارسل الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم الى جسد مادى والهبوط هنا هو هبوط درجات وليس فقط مسافات فالأنسان يعيش بدرجات نوريه سوف نوضحها فيما بعد .
هبط سيدنا آدم (ع) الى تلك الدرجه الماديه كأختبار ينتهى بنهايه الحياه وكأن الله سبحانه وتعالى يعطينا الفرصه مره اخرى لنختار بين طاعه الشيطان وأبليس التى تقودنا الى النار أو طاعه الله ومنها الى الجنه .
ولذلك فإن مهمه ابليس ببساطه هى دفعك الى حب الدنيا والأحساس بأنها شىء عظيم ويجب الأستمتاع بكل لحظه فيها والله سبحانه وتعالى اخبرنا مرارا ان الدنيا ليست هى الحقيقه وانما غشاء يعمى اعيننا لاحظ وصف رسول الله للدنيا فى الحديث التالى " إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، إنما مثل المؤمن إذا مات مثل رجل كان في سجن فأخرج منه فجعل يتقلب في الدنيا ويتفسح فيها
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أبو حاتم الرازي" فتشبيه رسول الله (ص) للدنيا بانها سجن ليس من فراغ وهو لا ينطق عن الهوى وايضا لا حظ فى الحديث " كان في سجن فأخرج منه فجعل يتقلب في الدنيا ويتفسح فيها" اى بعد تحررك من ذلك الجسد سوف تنطلق وتتفسح 
نقهم من ذلك الكلام ان : 
*الله سبحانه وتعالى أعطى الأنسان علماً لم تحظى به حتى الملائكة .
* الإنسان يستطيع ان يكشف غطائة فى الدنيا ويرى الحقيقه بما تفضل الله عليه من علم .
*جسدنا ما هو الا مجرد سجن مادى فى ذلك العالم الأرضى بإنتهائه نرى الحقيقه .
*الأنسان مكانه الحقيقى السماء أتى منها الى الأرض كأختبار وسوف يعود مره اخرى الى السماء. 
والآن بعد أن تعرفنا على الأنسان الحقيقى وعرفنا ان الإنسان بيده ان يتحرر من ذلك السجن ويمتلك قدرات عظيمه يتبقى لنا سؤالين مبدأيا 
السؤال الأول : هل تحرر احد من جسده من قبل ؟ 
السؤال الثانى : هل هناك اناس معينين هم فقط من يمكنهم التحكم بتلك القدرات ؟ 
السؤال الثالث : كيف نتحرر من جسدنا ؟
لأجابة السؤال الأول نقول ما من احد منا أعظم مقاماً وقدرا من انبياء الله ورسله ولذلك تجد ان التحرر من الجسد والقدرات العظيمة كانت تحدث مع الأنبياء والمرسلين كرحلة سيدنا محمد (ص) الى الإسراء والمعراج فمن المستحيل ان يذهب رسول الله (ص) الى رحله سماويه بجسده المادى الشريف حيث تختلف قوانين الوجود تماما فهناك لا توجد الماده ولا الوقت ولا أى من تلك القوانين التى تحكمنا فى عالمنا هذا " لا تنس ان رسول الله (ص) قد اقترب من مكان لم تستطيع الملائكة الوصول اليه " .
ايضاَ سيدنا عيسى عليه السلام فقد كان رفعه عباره عن رفع تجلى بمعنى انه تجلى جسده المادى عن الوجود فى هذا العالم فأصبحت كثافته أقل وذلك سمح له بالتواجد فى مكانه الحالى فى السماء .
ايضاً قصة سيدنا موسى (ع) وشق البحر وتحديه لسحرة فرعون وسيدنا سليمان وتسخيره للأنس والجن والطير والحيوانات ...الخً 
أيضا الأخوه شيعة آل البيت يؤمنون بأن الإمام المهدى (ع) مرفوع الى ان يحين وقت نزوله فى آخر الزمان
وبما ان الأنبياء والمرسلين اكثر البشر تضحية لله سبحانه وتعالى فقد اعطى الله لهم العلم ووهبهم تلك القدرات والتى تعتبر معجزة فى هذا العالم ولكنها شىء طبيعى فى عوالم اخرى و ملكوت الله ... نعم لا تتعجب فما تره انت كمعجزة فى عالمنا هذا هو شىء طبيعى فى عالم اخر وفى بعد اخر اكثر ارتقائاً من ذلك البعد المادى ولذلك دائماً نطلق على المعجزة " خارق عن العاده" أو "خارج عن المألوف" أى انها خرجت عن ما تعودنا عليه وألفناه .
هذا يدفعنا الى إجابة السؤال الثانى بان الله سبحانه وتعالى اعطى تلك القدرات للأنبياء والرسول ولكنه ايضاَ اعطاها لمن اصطفى من عباده ونحن نعلم جيداً قصة سيدنا موسى والعبد الصالح (عليهما السلام) فهنا نجد ان عبداً من عباد الله الصالحين هو من علم سيدنا موسى " قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا". إنه إذن (العبد الصالح) و (العالم) كما أسماه الله سبحانه .
قصة سيدنا سليمان(ع) فهذا هو عبد صالح وصفه الله بان عنده علم الكتاب أتى بعرش سبأ فى غمضة عين لسيدنا سليمان وليس معنى ذلك ان سيدنا سليمان (ع) لم يكن بمقدوره الأتيان بالعرش ولكنها حكمة نتعلم منها" قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرّا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم" اتعتقد انه من عدل الله سبحانه وتعالى ان لا يعطى عبدأ يسأله بصدق وأخلاص .
ايضا نعلم جميعاً قصص الكرامات التى تتداول على الألسنه بخصوص بعض من عباد الله له قدرات وكرامات وان هذا الشيخ او هذا المقام لشخص له كرامات والكرامه هى تكريم من الله عز وجل يقول ابن عثيمين رحمه الله: أما الكرامات، فهي جمع كرامة، والكرامة: أمر خارق للعادة، يجريه الله تعالى على يد ولي، تأييدا له، أو إعانة، أو تثبيتا، أو نصرا للدين (مجموعة فتاوي ابن عثيمين 626-8).
وروي عن ابي هريرة ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال: (الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ عِنْدَهُ) (سنن ابن ماجه).
نحن نبحث عن كائنات فضائيه ولكننا لسنا من ذلك الكوكب 

وللموضوع بقية إن شاء الله 
شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق